Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

معركة الوعى
الدكتور حاتم صادق

الدكتور حاتم صادق

معركة الوعي.. تظل هي ام المعارك الذي يجب ان يخوضها الشعب المصري على كل المستويات والجبهات بكل الجد والاجتهاد.. ولو حسبنا الاحداث التي مرت بها مصر منذ ٢٠١١ سواء كانت سياسية او اقتصادية او امنية او دينة وفكرية وما تولد منها مثل الإرهاب والفوضى.. نجد ان الوعي هو لب كل الازمات..
هذا الوعي هو الخط الوهمي الواصل بين كل ازماتنا.. الذي يحتاج الى إعادة نظر وربما دراسة متكاملة يتشارك فيها كل أجهزة الدولة وقوتها الناعمة والدينية، وربما لهذا حديث اخر.
ولكن ما نحن بصدده الان هو نموذج له علاقة مباشرة بمعركة الوعي، واقصد هنا الازمة الليبية والصراع الدائر على ارضها، والأصدقاء الذين تحولوا الى خانة الأعداء فعليا بعد ما ثبت بالأدلة والبراهين والاعترافات الصادرة حتى منهم مثل تركيا وقطر رسميا وبعض الأطراف الاخرى..
هؤلاء يكاد لا يمر يوما او ساعة الا وهناك مؤامرة او ازمة تتعرض لها مصر، سواء داخليا او حتى خارجيا، وبالنسبة لهم كل ما يضر مصر مباح ومستباح ويقر الشرع والقانون، هكذا يتعاملون معنا.. بل ان اننا نوشك ان يتحول الصراع السياسي والدبلوماسي الى مواجهة عسكرية تبدوا نذرها جلية في الأفق منذ ان أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ان قطاع سرت – الجفرة خط احمر محرم على الميلشيات الليبية والمرتزقة المدعومين من تركيا وقطر، بهدف انقاذ ثروات الشعب الليبي من أطماع اردوغان الذي يعيث في الأرض فسادا بداية من الشمال العراقي الى اليمن وسوريا انتهاء بليبيا.
ورغم ان الشواهد السابقة التي تشير الى خطط تركيا لضرب الاستقرار في مصر منذ عام ٢٠١١ تحولت الى أفعال مشفوعة باعترافات على لسان النظام التركي ، الا انه وفى المقابل نشاهد العجب فالشعب المصري مازال يقبل على شراء المنتجات التركية بكل ترحاب، البعض منهم يدرك ان تلك الأموال سترد رصاصا وغدرا في صدور المصريين ، والغالبية تغيب عنه تلك الفكرة باعتبار ان البضاعة التركية تحمل مواصفات مقبولة تتماشي مع احتياجاته واستهلاكاته، وللحق فان هذا التناقض ليس حكرا على الشعب المصري وحده ولكنه صفة إنسانية موجودة في كل العصور والازمان، وتجلت خلال الحرب العالمية الثانية في اقبال الشعب الإنجليزي على المنتجات الألمانية في الوقت الذى كانت فيه المانيا تستعد لقصف لندن بصواريخ “اف١”.. وعزا البعض سلوك الشعب الإنجليزي وقتها الى نقص في الوعي وندرة في المعلومات..
ولكننا في هذا الزمان ومع وجود كل هذا الكم الهائل من المعلومات والتقنيات التي تنقل وتحلل الاحداث أصبح من غير المبرر تكرار ما كان يحدث قبل ما يزيد عن ٧٥ عاما مضت، والا انطبق علينا قول أحد الفلاسفة اليونانيين.. ” المأساة إذا تكررت تصبح ملهاه”.
لا يوجد أي تبرير للشعب المصري لإقباله على المنتج التركي مهما كانت الأسباب، حتى لو كان هناك بعض المرتزقة الذين يستغلون الاتفاقيات الدولية لاستيراد البضائع والمنتجات التركية على حساب الدم المصري.. واربأ ان يعيش الشعب المصري مفجر ثورة ٣٠ يونيو في ملهاة يصنعها له بعض المرتزقة.. قاطعوا المنتجات التركية.



تواصل معنا